الثوب القطري عنوان للهوية وصمود أمام الحداثة
تحقيق منى الماجد
الزي الرسمي القطري
جميع الدول الخليجية بلا استثناء تتميز بزيها الرجالي الخاص بها، والذي يعكس ثقافة هذه الدول بما يتناسب مع طبيعتهم البيئية والجغرافية، إضافة إلى الموروثات الثقافية والعربية التي لها شأن في تحديد شكل الزي وألوانه وتطريزه. فزيّ الرجل الخليجي المتعارف عليه هو الثوب الأبيض، والقحفية، والغترة، والعقال.
عند النظر الى الثوب الخليجي نجد ان هناك تشابها كبيرا، ولكن عندما نتمعن قليل في الشكل نجد ان هناك اختلافا نوعا ما، ويرجع ذلك إلى تشابه المجتمعات والثقافات الخليجية.
الثوب القطري ومكانته لدى القطريين
قال أحمد الماجد (بو محمد) وهو صاحب محل للخياطة الرجالية بأن الثوب القطري له مكانة كبيرة في قطر. فأغلب الرجال يحرصون على ارتدائه يوميا أو في مناسباتهم الخاصة او الرسمية. وحاله كحال جميع الثياب الخليجية يتسم بمواصفات معينه تميزه عن الدول الأخرى. وله عدة أشكال، فقديما وحتى وقتنا الحالي في فصل الصيف يتم اختيار القماش الخفيف ذو اللون الأبيض دائما، وذلك بحكم مناخ دولة قطر الحار صيفا. أما في فصل الشتاء ويكون البرد قارسا فيفضل الرجال لبس ثوبا من الصوف.
أشكال الثوب القطري
حسن الودعاني
واضاف حسن الودعاني (بوناصر) الى كلام الماجد بأن الثوب القطري يضم ثلاثة أشكال. ففي السابق كانت الياقة (الرقبة) مقوّسة وتحتوي على ازرار والاكمام واسعة. ومن ثم تطور الثوب وأصبح في الياقة ما يسمى ب (الكلر) ويكون على شكل رقم ثمانية ويقوم الخياط بتثبيت قطعة كرتون مقوى في الكلر حتى يظل ثابتا. أما الأكمام فإما يكون بها أزرار مثل اكمام القميص ويتم وضع الكرتون المقوى فيه أيضا أو أكمام واسعه بدون أزرار على حسب رغبة الشخص. وآخر شكل للثوب القطري هو ان الياقة تكون مقوّسة وتقفل بزرّين اثنين والاكمام إما بأزرار او بدون..
وأيضا هناك ثوب كان يُلبس في السابق اسمه (ثوب الشلاحات) وهو ثوب ذو اكمام طويلة من الممكن ان تصل الى منطقة الركبة وتكون فضفاضة وكان يُلبس في المناسبات فقط.
أشكال الزي الخليجي
ذكر الماجد بعض الاختلافات في الزي الخليجي. ففي السعودية انتشر في أيامنا هذه الثوب الذي يتم تطريزه بأشكال مختلفة. بعكس عهده السابق، فالتطريز لم يكن موجودا في الثوب السعودي. اضافة الى الاختلاف في درجة الألوان وذلك على حسب ذوق الزبون، ويكون عادة ليس بفضفاض أو ضيق، وله ياقات وأكمام بها أزارا تحكم الرداء من عند الرقبة والأكمام.
وتحدث أحمد عن الكندورة، وهو الثوب الاماراتي الذي يمتاز بانه فضفاض من الأجناب ويغطي الجسم كاملا من الاكتاف الى الكاحل، أما أسفل الرقبة فتتوسطه جدلة من الخيوط كأنها ربطة عنق تعطي مظهرا جماليا مميزا للزي
اما بالنسبة للثوب الكويتي والشائع لديهم بإسم الدشداشة، فيقول بأن الدشداشة لا تختلف كثيرا من حيث المواصفات العامة عن الزي الخليجي فهي فضفاضه وبها ياقة تحكم الغلق على الرقبة بمجموعة من الازرار، ولكن لاتوجد منها على الاكمام، لتصبح أكمام الدشداشة واسعة وتعطي الحرية الكاملة في الحركة. والذي يميز الزي الكويتي هو الوانه، حيث اعتاد الكويتيون على لبس الثوب بعدة الوان، سواء في الصيف او الشتاء.
ويعتبر الزي البحريني قريب جدا الى الزي الكويتي، ولكن الاختلاف هو ان الثوب البحريني له ياقات للرقبة مفتوحة ولها ازرار يتم اغلاقها من خلالها، ويتميز الثوب بوجود جيب واحد عند الجانب الايسر من الازرار.
والزي العماني أيضا له مواصفات خاصة، فالدشداشة العمانية تكون ذات عنق مستدير يحيط بها شريط يختلف لونه عن لون الدشداشة ويتدلى على الصدر (الكركوشة) كما تسمى محليا، وبالنسبة للدشداشة (الصورية) التي تتميز بها ولاية صور، تكون مطرزة في الجزء العلوي من الرقبة من الامام والخلف ويرتدي الرجل العماني (كمة) وهي طاقية مطرزة باليد بأشكال وزخارف مميزة. ويلف شال حول الوسط فوق حزام الخنجر
الزي الرسمي الإماراتي
الزي الرسمي السعودي
الزي الرسمي العماني
الزي الرسمي الكويتي
الثوب الجاهز والتفصيل
أحمد الماجد
خليفة المسلم
وبالإشارة الى موضوع الثياب الرجالية، تطرق بومحمد الى مسألة الاختلاف بين الثوب التفصيل والجاهز وذكر مميزاته وعيوبه. فمن العيوب هو غلاء سعر الثوب التفصيل، فالتكلفة تدخل بها عدة عوامل منها صناعة القماش وجودته ومصدره ونوع الخيط المستخدم في الخياطة ونوع الازرار فالبعض منها يحمل اسم الخيّاط او الماركة، ولكن على الرغم من ارتفاع سعر الثوب التفصيل الا ان اغلب أبناء الخليج يفضلونه بدلا عن شرائه جاهزا، وذلك لأن ذائقة الشباب في وقتنا الحالي تختلف من فرد لآخر، فيتميز التفصيل أنه بإمكان الرجل اختيار لون القماش والتصميم وطريقة التفصيل على حسب تناسق الجسم مما يجعل المظهر الخارجي للشاب اكثر جمالا واكثر قبولا في المجتمع. بعكس الجاهز الذي من عيوبه الجودة، فنوع القماش والخيط والازرار اقل جودة من التفصيل، بالإضافة الى تناسق الثوب على الجسم يكون غير دقيقا، ولكن هناك فئة بسيطة تفضله وذلك لرخص ثمنه وسرعة شرائه وهذا ما يميزه عن الثوب التفصيل.
وتطابق رأي خليفه المسلم (بوسيف) مع رأي بومحمد في مسألة غلاء سعر الثوب التفصيل وتفضيل شرائه عن الجاهز، حيث باستطاعته خياطة الثوب بما يناسب مقاسه، واختيار نوع الخام المفضل لديه وأيضا مواكبة طرق التفصيل الدارجة في المجتمع والتحكم بتفاصيل الثوب مثل الياقة او الاكمام على حسب رغبته، بعكس الثوب الجاهز.
بيّن بوسيف في حديثه ان على الرغم من بطئ تجهيز الثوب التفصيل والتأخر في وقت استلامه، الى ان الزبون يفضل الانتظار واستلام ثوبا يكون راضٍ عنه تمام الرضى.
وذكر أيضا أن من مميزات الثوب التفصيل هو أن إمكانية التواصل مع الخياط هاتفيا بعد مدة من الزمن ليخيط له ثيابا أخرى، خاصة ان لم تتغير مقاساته، فعادة ما يحتفظ الخياط بمقاسات الزبائن لديه. وبالتالي يخفف عنه عناء الذهاب الى المحل مرة اخرى.
الثوب القطري يبقى رمزا من الرموز القطرية التي مهما أصبح هناك من تطورات وانجازات ومهما تغيرت الحياة البيئية والاجتماعية ومهما تعددت الثقافات العربية والغربية في البلاد، يبقى المجتمع القطري ملتزما بالزي التقليدي الأصيل الذي تم إرثه من الآباء والأجداد، فيجب المحافظة على هذا الإرث من الاندثار.