..الشعر العربي جزء أصيل من تراثنا
الشاعر القطري/ حمد البريدي
يعتبر الشعر العربي أحد الروافد الأساسية للثقافة العربية بشكل عام، وثقافتنا القطرية بشكل خاص، فهو يشتمل بين طياته على العديد من القيم والجماليات التي تشكل جزءاً من موروثنا الحضاري، وهو كما قيل فيه (الشعر ديوان العرب) يمكن أن نعتبره وثيقة تحمل تفاصيل قائلها والمجتمع الذي يعيش فيها قديماُ أو حديثاُ، فهو ذاكرة سليمة تبقى بحوزتنا على مر الأزمان.
إلا أن العصر الحديث قد طغت فيه التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي على معظم مناحي الحياة، وأثرت على تراثنا وموروثاتنا بما فيها الشعر العربي، فأصبح هناك عزوف من الشعراء والشاعرات عن نهج هذا الطريق الإبداعي إلا القيل منهم، حيث لا زال هناك في المجتمعات العربية أقلام وأصوات وأحاسيس شاعرية جميلة، تشهد لهذا الفن الأصيل بالجودة والجمال.
الشعر .. والتراث
تحدث الشاعر القطري/ حمد البريدي، بأن هناك علاقة وطيدة بين الشعر والتراث، فالشعر هو في الأساس موروث شعبي، وله مكانة عظيمة في قلوب العرب تحديداً، وبنفس الوقت فهو تراث معلوماتي حيث أن الاطلاع على القصائد القديمة يجعلنا نتعرف على الكثير من الوقائع والأحداث والتواريخ الشاهدة على أشياء لا تنسى.
فمن الأشعار التراثية التي تشهد على أحداث تاريخية قصيدة (فليتك تحلو والحياة مريرة) للشاعر العربي أبو فراس الحمداني، حيث كتب هذه القصيدة لسيف الدولة الحمداني وهو أحد أبناء عمه، ليدفع عنه الفدية ويخرجه من السجن بعد أن وقع أبو فراس في سجن الروم.
الشعر.. وحفظ التراث
أكد الشاعر حمد البريدي، على أنه يمكن الإفادة من الشعر والأدب بشكل عام في التعريف بالتراث الشعبي لأي أمة، وذلك بعدة وسائل، منها على سبيل المثال تضمين الشعر للمراحل المهمة لحياة الشعوب والدول، وبذلك تصبح القصائد على مر السنين مرجعاً لكل باحث، وتكمن أهمية هذا الأمر في ترسيخ الشعر والأداء.
والتراث الشعري يجب أن نتعامل معه بشكل إبداعي، من أجل نيل ثماره، وذلك بفهمه وقراءته بشكل جيد، من أجل التوصل للفوائد المرجوة وكذلك استلهام القيم الموجودة، حيث أن الشعراء في هذه الأيام لا يهتمون بتذوق التراث الشعري، وربما نعتبر علاقتهم به ضعيفة، ولذلك فإن هذا الأمر انعكس على أشعارهم وكتاباتهم وجعلها تتسم بالضعف.
وأوضح البريدي، أن الشعر في التراث قد نشأ لتحقيق هدف ثقافي وكذلك جمالي، وهو في بعض الأحيان يستهدف البسطاء من عامة الشعب وليس فقط الطبقة المثقفة، لأنه يتفاعل مع مناسبات عامة الشعب، ويعبر عما يجول في أعماقهم وما يتعلق بواقعهم، وهذا لا يعني ضعف الشاعر أو غياب إبداعه، وإنما نوع من الإجادة في فن شعبي، وقد امتلأ التاريخ بشعراء مبدعين لم يدرسوا في أي جهات تعليمية، ولكنهم أبدعوا في الشعر التراثي.
قصيدة (دون ميعاد) من أشهر قصائد البريدي
وأشار البريدي، إلى أنه يملك مجموعة من القصائد من تأليفه والتي تحاكي الماضي والحاضر والاختلافات التي حدثت بينهما، كما أنه يحاول جاهداً العمل على تضمين المفردات الشعبية في هذه القصائد حتى لا تندثر .
وقد أكد الشاعر على أن هذه القضية مهمة من أجل الحفاظ على التراث ومبادئه الفنية، وتخليد عناصره التي بدأنا نفقدها في الشعر الحديث، حيث يميل الكثير من الشعراء إلى التجديد والميل نحو الشعر العناصر الشعرية الحديثة.
تضمين التراث في الشعر
وختم البريدي، بأن التراث في الشعر مذكور في كتب الأقدمين، حيث ذكر ابن خلدون في كتابه المشهور بمقدمة ابن خلدون بعض النماذج للشعر والشعراء الذين ضمنوا التراث في شعرهم، كما تحدث عن الشعر النبطي المشهور عند قبائل البادية، وتحدث عن أشعار قبائل الهلاليين في دول المغرب العربي، الذين جاؤوا مهاجرين من منطقة الجزيرة العربية، وكانوا يضمنون في شعرهم الكثير من الجوانب التراثية.